الاعلانات

الجمعة، 20 أغسطس 2021

 قناة خاصة بالتعاميم 

وخطب الج

ال


▪️خطبة الجمعة الثانية من شهر محرم 

/ 12 / 1 / 1443ه‍  

/ 20 / 8 / 2021م

......................................

بـعـنـوان : عاشوراء مدرسة متكاملة .

........الـخـطـبـة الأولى .......

▪️أعوذ بالله من الشيطان الرجيم▪️

🔹بسم الله الرحمن الرحيم🔹

الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ وَالْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَوَارِثُهُ، وَ إِلَهُ الْخَلْقِ وَ رَازِقُهُ، الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَ اتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَ غَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ وَ مَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ وَ مَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ وَ مَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ، ونَشْهَدُ ألاَّ إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم:

نعيش هذه الأيام ذكرى حادثة حدثت في تاريخ الأمة، ولها علاقة مستمرة بواقع الأمة في الماضي والحاضر؛ فهذا الحاضر الذي تعيشه الأمة مقهورة مغلوبة أمام أعدائها ما كان له أن يكون لولا ماضٍ مظلم أنتج هذا الحاضر، هذه الحادثة هي ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) سبط النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، وابن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وابن فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلوات الله عليه وآله، الحسين الذي قال فيه النبي صلوات الله عليه وآله: ((حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط))، والشعب اليمني حينما يحيي هذه المناسبة فهو يعبر عن حبه وولائه للمصطفى جد الحسين، ويعبر عن حبه وولائه لسيد الشهداء الإمام الحسين، ويعبر عن ارتباطه بالمنهج والرؤية والموقف القرآني الذي سار فيه الإمام الحسين في مواجهة الظلم والظالمين، ويخلِّد نداءات الحسين بكل عطاءاتها وآثارها الإيجابية العظيمة في أنفسنا وواقعنا، وحينما يحيي الشعب اليمني هذه المناسبة فهو يعبِّر عن إحساسه بالمظلومية التي تعرض لها الإمام الحسين؛ لتحيا فيه روح المسؤولية، ويعبِّر عن موقفه المبدئي الإيماني الديني ضد الظلم والظالمين في كل زمان ومكان، وموقفه تجاه أفظع جريمة في تاريخ الأمة؛ فمن يستسيغ تلك الجريمة التي حدثت بحق أحد سَيِدَي شباب أهل الجنة ـ الإمام الحسين ـ سيستسيغ ويتقبَّل ويُشَرّعِن أي ظلم وأي فساد وأي إجرام يحدث في هذا الزمن، ومن يقدسون من مضى من الظالمين في تاريخ الأمة من بني أمية ومن غيرهم هم اليوم من ينصرون الظلم ويحملون رايته؛ لأن الباطل بما يحمله من تضليل وإجرام هو مسار واحد، لا زال ممتداً حتى اليوم في واقع الأمة، ولا زال للمنهج اليزيدي امتداد، كما أن للمنهج الحسيني امتداد بما يحمله من نور وبصيرة وعدالة وقيم وحرية وكرامة.

أيها المؤمنون الأكارم:

الإمام الحسين لم يتحرك في تلك المرحلة الحساسة والخطيرة إلا بمقتضى إيمانه العظيم، وبمقتضى الهداية الإلهية والمسؤولية التي يستشعرها، وللدور المنوط به وهو القائل عن ذلك: (وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وعطَّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وحرموا حلال الله وأحلوا حرامه وأنا أحق من غيَّر)، وفي المدينة المنورة يُطلَبُ منه أن يبايع ليزيد فيقول: (إنّا أهلُ بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب للخمر، قاتل للنفس المحرمة، معلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله). فلا يمكن لقرين القرآن ووارث الرسول صلوات الله عليه وآله أن يُشَرّعِنَ للظالمين والمجرمين، بل لا يمكن أن يسكت وهو يرى الطغيان الأموي يعصف بالأمة في هويتها وواقعها، ويعصف بالدين المحمدي والرسالة الإلهية ويفرغها من محتواها؛ فإذا غُيِبت رسالة الإسلام من واقع الأمة فيما تقدمه من هداية ونور، وفيما تصنعه من وعيٍ وبصيرة؛ فلن يكون البديل إلا الضلال، والمفاهيم الظلامية، والباطل الذي يلبس ثوب الحق ويحمل عناوينه، وإذا غيبت رسالة الإسلام من واقع الحياة كمنهج تربوي وأخلاقي يزكي النفوس، ويطهِّر القلوب، ويقوِّم السلوك، ويُصّلِح الأعمال، فلن يكون البديل إلا السياسات والممارسات المفسدة للنفوس، والهابطة بالإنسان، والمنتجة للرذائل، وإذا غُيبت رسالة الإسلام من واقع الحياة كمنهج للعدل، فلن يكون البديل إلا الظلم والجور والإجرام والطغيان، وإذا غُيبت رسالة الإسلام من واقع الحياة كمشروع حضاري يرتقي بالناس، ويبني الأمة لتؤدي دورها في الاستخلاف في الأرض، فلن يكون البديل إلا التخلف والضياع، وغياب الهدف في مسيرة الحياة، وإذا غُيبت الرسالة الإلهية من واقع الحياة في دورها الرئيسي الذي يحرر الإنسان من العبودية للطاغوت، ومن الاستغلال لمصلحة الأشرار والمستكبرين، فلن يكون البديل إلا الاستعباد والإذلال والقهر، وامتهان الكرامة الإنسانية، والاستغلال الظالم.   

الأخوةُ المؤمنون:

لقد تبنَّى علماء البلاط تحريف مفاهيم الدين وقلبها لصالح الظالمين؛ فمن عمل على شق عصا الظالمين والمجرمين، قالوا أنه يريد شق عصا المسلمين، ومن جاء قائماً بالقسط آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، قالوا أنه مفسد في الأرض، وأصدروا الفتاوى التي تُشَرّعِن للطغاة قتله، وكل هذا مصداقاً لقول النبي (اتخذوا دين الله دغلاً)، وبذلك استغلوا علماء السوء لتدجين العامة من الناس الذين يستخدمونهم في مواجهة الحق والمحقين؛ فكان ذلك مصداقاً لقول النبي صلوات الله عليه وآله (واتخذوا عباد الله خولاً)، واستخدموا لذلك ثروات الأمة وأموالها العامة في شراء الولاءات والذمم، وفي البذخ والترف والفساد، وكان ذلك مصداقاً لقول النبي (واتخذوا مال الله دولاً)، وهذا ما نراه في واقع النظامين السعودي والإماراتي اللذان يمثلان اليوم امتداد نهج يزيد داخل الأمة. 


عباد الله الأكارم:

استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) وأصبح حياً عند الله، وكان من ثمار تضحيته أن استيقظت الكثير من الضمائر الميتة، وتقوضت سلطة يزيد وآل أبو سفيان، وصنعت الوعي، ورسمت الموقف الحق، وحفظت الإسلام بأصالته، وقدمت النموذج والقدوة في الثبات على الحق، كما أن مدرسة كربلاء تعطينا الكثير من الدروس التي نحتاجها في زمننا هذا، فنأخذ درساً حينما نجد المجرمين في كربلاء يستهدفون ويقتلون بكل وحشية حتى الأطفال والنساء متجردين من كل قيم الدين والإنسانية؛ لنجد ذلك موجوداً اليوم لدى العدوان وأذنابه الذين يمثلون امتداد نهج يزيد، ونأخذ درساً ممن يعشقون المنصب فينصرون الباطل على الحق كيف يخسرون دنياهم وآخرتهم، ونأخذ درساً كيف حوصر الإمام الحسين من الزاد والماء لنجد ذلك خُلقاً في من يمثلون امتداد أولئك الطغاة والذين يحاصرون الشعب اليمني اليوم، ونأخذ درساً حينما نجد مستشار يزيد كان سرجون النصراني، وهو ما يمثله سفراء أمريكا لدى الزعماء العرب، ونأخذ درساً كيف كانت عاقبة من تخاذلوا عن نصرة الإمام الحسين؛ فأهل المدينة أرسل لهم يزيد جيشاً استباحها ثلاثة أيام، قتل فيها الآلاف حتى فوق قبر النبي، والبقية بايعوا ليزيد على أنهم عبيد مملوكون، واغتصبت النساء حتى ولدت ألف بكر بدون أزواج، وأحرقت الكعبة وكل ذلك بسبب التفريط في نصرة الحق وأعلام الحق.

باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم, ونفعنا بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

  ▪️▪️الخطبة الثانية ▪️▪️

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الايمان:

تلك المعركة التي خاضها الإمام الحسين ضد الباطل لا زالت مستمرة حتى اليوم، بين معسكر الإسلام الأصيل، ومعسكر النفاق والزيف، بين الحق والباطل، بين الخير والشر، وهي معركة لا تقبل الحياد، وقد حدد شعب الإيمان والحكمة مساره، وحسم خياره وقراره في التمسك بالإسلام في أصالته، التي ثمرتها الحرية والكرامة، ويأبى الاستسلام للطغيان اليزيدي المتمثل بأمريكا وإسرائيل، ويأبى الانضمام إلى معسكر النفاق في الأمة المتمثل بالنظامين السعودي والإماراتي، ولن يحقق الاستقلال والحرية للأمة سوى النهج الحسيني الذي يمثل امتداد الإسلام المحمدي الأصيل.


أيها الأخوة المؤمنون: بلدنا- بحمد الله -سبحانه وتعالى- بلد زراعي، ويمكننا إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية المتنوعة من القمح، إلى مختلف المحاصيل الزراعية، وبيئتنا بيئة متنوعة على مستوى الجبال، على مستوى المناطق الشرقية، على مستوى الساحل والمناطق التهامية، وهذا يساعد على التكامل في الإنتاج للمحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها، وتوفير ما يحتاجه الناس، من أين نحصل على غذائنا؟ من أين نحصل على قوتنا؟ من المحاصيل الزراعية، ومن واجب التجار وبالتعاون من الجانب الرسمي، وبالتعاون مع الفلاحين والمزارعين، مع أبناء هذا الشعب، السعي الجاد لتحريك رؤوس الأموال لصالح دعم الإنتاج الزراعي والمحلي، بدلاً من الذهاب لشراء المحاصيل الزراعية من الخارج، يتوجه الاهتمام لشرائها من الداخل، والعناية بتسويقها، العناية بتحسين الإنتاج، العناية بتوفير الإنتاج، وهذا ممكن، هناك خطط مهمة، يبقى أن تنفذ بالشكل المطلوب من الجانب الرسمي فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وفيما يتعلق بتطوير الإنتاج المحلي، يبقى أن تنفذ هذه الخطط بتعاون وتظافر للجهود ما بين مؤسسات الدولة وما بين أبناء الشعب، هذا التعاون، وهذا التكاتف، وهذا التظافر للجهود، هو الذي سيوصلنا إلى النتيجة المطلوبة مع الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى 



 هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.