الاعلانات

الأربعاء، 1 أبريل 2020

الرئيسية هل اليمن قادرة على التصدي لكورونا بعد تسجيل اول حالة في محافظة حضرموت؟

هل اليمن قادرة على التصدي لكورونا بعد تسجيل اول حالة في محافظة حضرموت؟


يحيى الرازحي



[12/إبريل/2020]

يبدو أن على اليمنيين أن يواجهوا مختلف  أنواع الموت، ابتدأ من جرائم طائرات التحالف ، والقصف ، والحصار، والآن ودون سابق انذار يأتي موتٌ من شكل آخر يعرف باسم بفايروس كورونا (19-COVID)  ، هذا الموت المختلف لن يفرق بين موال لتحالف العدوان أو معارض له، ولا يعترف بالحدود ومناطق السيطرة، ولا يميز بين جميع الجنسيات المتواجدة التي جلبها التحالف الى المحافظات التي يحتلها في الجنوب او حتى في الشمال من سودانيين وامريكيين وجانجويد ولا حتى قوات سعودية واماراتية ، فجميعهم عند «كورونا» في العداء سواسية.

هذا الفايروس الذي قتل لغاية اليوم في دول العالم قرابة 100 الف ، وأصاب أكثر 1.6 ميلون ، وأرغم تلك الدول التي تفشى فيها هذا الفايروس على منع حظر التجوال وايقاف الرحلات الجوية ، واغلاق دور العبادة والمدارس والجامعات والشركات، وعلى ما يبدو أنه لن يتوقف عن إخافة العالم ، فهل تنجو اليمن التي تعيش الحرب والحصار منذ ست سنوات ، أم أنها على أعتاب كارثة إنسانية أخرى بعد ان سجلت محافظة حضرموت الخاضعة لسيطرة التحالف وحكومة هادي إصابة جديدة  لمدير ميناء الشحر ” “صالح العلي ” الذي انتقلت اليه العدوى من احد ارباب السفن ” هندي الجنسية ” القادمة من الإمارات .

من صنعاء إلى مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي في المحافظات والمناطق الجنوبية .. القطاع الصحي يعيش كارثة مكتملة الأركان فكان القطاع الصحي قبل الحرب على اليمن يعاني من تآكل بنيته بسبب الفساد والمحسوبية الذي استشرى في جميع مفاصله ،  وكانت كفاءة القطاع الصحي متدنية بشكل كبير، والآن وبعد ست سنوات من الحرب في اليمن نستطيع أن نقول أن هذا القطاع أصبح مدمرًا بشكل شبه كامل، بسبب غارات التحالف .

وزير الصحة في حكومة الإنقاذ بالعاصمة صنعاء الدكتور طه المتوكل  حذر من خطورة عدم إغلاق المنافذ في المحافظات التي يسيطر عليها التحالف وحكومة هادي والمجلس الانتقالي الا انه لم. يتم الاستجابة لتلك المطالب فقد  دخل عدد من اليمنيين من منفذ المهرة والوديعة بعد قيام السلطات السعودية بترحيل 750 يمنياً ليتهمها الكثير من اليمنيين بمحاولة نشر هذا الوباء في اليمن .

ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الصحة التابعة لحكومة إصنعاء الا أن هذا القطاع الصحي لم نراه بهذا السوء الذي وصل إليه اليوم أبدًا، فالمستشفيات في أسوأ حالاتها، والأجهزة الطبية متهالكة وقديمة بسبب الحصار ، وكل شيء ينهار ولا يحتاج الأمر سوى دخول حالة لليمن لاقدر الله لتكشف المستور.

وبما أن معظم مستشفيات صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي وأنصار الله “الحوثيين” مدمرة وتحتاج لإعادة إعمار، فإن بقية المستشفيات تكتظ بالمرضى والجرحى ، الأمر الذي يؤدي لأن تكون جميع الاسره وغرف المرضى مليئة بشكل متواصل، حتى أن البعض ينتظر أيامًا حتى يحصل على سرير لتلقي العلاج.

وبما أن معظم مستشفيات صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء مدمرة وتحتاج لإعادة إعمار، فإن بقية المستشفيات تكتظ بالمرضى ، الأمر الذي يؤدي لأن تكون جميع الآسرة وغرف المرضى مليئة بشكل متواصل، حتى أن البعض ينتظر أيامًا حتى يحصل على سرير لتلقي العلاج.

كما إن القطاع الصحي أيضًا يشهد ازدحاما في صنعاء، نظرا لتوجه العديد من ابناء المحافظات للعلاج في تلك المستشفيات ، لأنها تعتبر أفضل بكثير بالمقارنة بالمحافظات الجنوبية .

رغم اعلان حالة الإصابة بفيروس كورونا في حضرموت وبينما الدول المجاورة لليمن تغرق بوحل فايروس «كورونا» ، إلا أن وزارة الصحة في  صنعاء ما تزال تؤكد عدم وجود أية إصابات فقط حالات اشتباه وهذا ما أكدته بيانات الأمم المتحدة أيضا ، وقد أصدرت عددا من التعليمات والتوجيهات للوقاية من المرض، من بينها إغلاق مقاهي الإنترنت وصالات الأفراح وبعض اسواق القات ، فضلًا عن إجراءات تخفيض ساعات العمل في المؤسسات الحكومية ، ومنع دخول المسافرين من خارج اليمن وأنشأ محاجر صحية في المنافذ ، ونشر الاعلام الرسمي صورًا لتعقيم جوامع في صنعاء وبعض الشوارع وعدد من المرافق الطبية، وأيضًا أعلن مؤخرًا عن اغلاق اسواق القات التي تكتظ بالازدحام.

أما بخصوص منع التجوال والتجمعات، وبسبب أن حكومة صنعاء لم تعلن بعد عن أي إصابات في المناطق التي تحت سيطرتها  ، فإن الاسواق والأماكن التجارية والشوارع، ما تزال مكتظة بالمدنيين، رغم التحذيرات بعدم الازدحام ، لكن يبدو أن هناك عدم تجاوب ولا مبالة من قبل المواطنين ، وهذا لشي مخيف.

محافظة «عدن ».. قد تكون بؤرة انتشار «فيروس كورونا» وليست حضرموت

مستشفيات مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية ليست بأحسن حال هي الأخرى رغم وعود التحالف السعودي الإماراتي وحكومة هادي التي تسكن فنادق الرياض بتوفير الحياة الكريمة للمواطن وكذلك الخدمات الصحية اللازمة في تلك المحافظات ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك ، حيث تشهد مستشفيات المحافظات الجنوبية ضغطًا هائلًا وكبيرًا جراء انشتار الكثير من الأوبئة والأمراض منها المكرفس والكوليرا وامراض اخرى نتيجة طفح المجاري في عدن وانهيار المنظومة الصحية في تلك المحافظات.

في عدن وللمرة الثالثة.. مستشفيات المحافظة ترفض استقبال طفل يبلغ من العمر 11 عاماً ، متأثراً بحمى المكرفس ما أدى لوفاته ، أسرة الطفل يونس صالح الزهر، قالت إن الأطباء في مستشفى النقيب بالشيخ عثمان رفضوا علاجه رغم إجرائهم فحوصات مكلفة للمريض.

وأضافت الأسرة أن إدارة المستشفى قامت بعد ذلك بطرد المريض بعد تدهور حالته الصحية، ولم يستقبله بعدها إلا مستشفى الصداقة، وتوفي بعدها بسبب ضعف إمكانيات المستشفى.

جريمة الطفل يونس ورفض المستشفيات في عدن، التعاطي مع حالته هي الثالثة خلال أيام، حيث توفيت الطفلة جواهر عادل في 28 مارس بأزمة ربو بعد رفض الأطباء في تلك المستشفيات استقبالها بحجة احتمال إصابتها بفيروس كورونا، وبعدها الطفلة هناء محمد هاشم، من أهالي الشيخ عثمان بعدن تبلغ من العمر 7 أعوام، ظلت تعاني من مشكلة في التنفس بسبب إصابتها بالملاريا، ورفضت المستشفيات استقبالها حتى ساءت حالتها الصحية وفارقت الحياة.

بالإضافة الى ان أكثر المستشفيات ينقصها المعدات والكادر الطبي المختص، وهناك مستشفيات ميدانية يعمل فيها الممرض جراحًا، والممرضة طبيبة اسنان ، وحتى الفراش يتم تدريبه ليعمل في التعقيم وتقطيب الجروح، فالحال في مناطق سيطرة العدوان مأساوي.

تقول نقابة أطباء عدن في بيان لوسائل الإعلام ان القطاع الصحي في عدن منهك بسبب الاهمال المتعمد من حكومة هادي والمجلس الانتقالي التابع للإمارات. مع وجود شح في الموارد المالية وتراجع الدعم المقدم من المنظمات ونقص في الموارد البشرية المتاحة نتيجة قتل الكوادر أو اعتقالهم أو هجرتهم بسبب الظروف الأمنية، الأمر الذي ساعد بشكل كبير في إضعاف القطاع الصحي وقدرته على الاستجابة والتعامل مع الكوارث.

في المحافظات الجنوبية عمد التحالف السعودي الإماراتي لنقل فيروس كورونا الى اليمن ورغم تسجيل عدد من الحالات في معسكرات التحالف  في عدن الا ان حكومة هادي اخفت حالات الإصابة بهذا الفيروس وهذا امر غير مفهوم، فهناك أنباء تؤكد وصول عدد من الحالات الي مستشفيات عدن تتبع جنود سعوديين قدموا من منفذ الوديعة.

عدم الإعلان عن وجود أي حالة من قبل سلطات هادي سوى اعلان حالة واحدة في حضرموت سيُعجل من انتشار الوباء سريعًا، وربما لا يمكن السيطرة عليه لاحقًا.

  السيد عبدالملك الحوثي : كشف عن إصابات بفايروس كورونا في معسكرات التحالف

 السيد عبدالملك الحوثي كشف في خطاب له بمناسبة العيد الوطني للصمود ، عن وجود إصابات بفايروس كورونا في معسكرات المرتزقة بالمخاء ، وقال إن هناك أكثر من حالة مصابة، وأشار أن التحالف لايزال ينكر حقيقة انتشاره في المعسكرات التي تتبع التحالف ، وأكد  أن هناك معلومات عن موتى من جنود هادي التابعين للسعودية نتيجة إصابتهم ، ومعظمهم من أبناء المحافظات الجنوبية .

وتعتبر محافظة عدن مركزًا لتجمع المعسكرات التحالف السعودي الإماراتي ، ويوجد في المحافظة العديد من المقرات العسكرية والتي تستقبل بشكل دوري جنود يتبعون هادي من معسكرات داخل العمق السعودي ،  ونتيجة ذلك يبدو أن انتشار الكورونا بات حتميًا ، في المحافظات الجنوبية وان عدن ستكون بؤرة انتشار فايروس كورونا .

ولاسيما أن هناك تقارير تؤكد وصول حالات لجنود سعوديين إلى عدن، تظهر عليهم حالة مرضية تتمثل بارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التنفس، وقد تم ادخالهم بعض مشافي المدينة.

وتشير التقارير الى أن المنافذ التي تسيطر عليها قوات التحالف وحكومة هادي ، ومنها منفذ الوديعة مع السعودية شهد دخول حافلات تقل معتمرين يمنيين وعمالة كما ان السلطات السعودية قامت بالإفراج عن عدد من السجناء ، ليظهر على بعض الأشخاص أعراض فايروس كورونا وبالاخص محافظة حضرموت ، كما عمدت السعودية والإمارات لإدخال فايروس كورونا عبر مطار عدن الدولي.

ورغم اعلان حكومة هادي عن عمليات رش في عدن الا ان ما قامت للوقاية من كورونا، ربما كان شكليًا وإعلاميًا إلى حد كبير، إذ إن طرق الرش أغلبها بدائية جدًا، وذلك ما أكده عدد من المواطنين الذين يصفون المقاطع المنشورة للتعقيم بأنها «مرعبة» ولا تدعو للضحك خاصة أنها تظهر عملية أقرب لرش المبيدات الحشرية منها للتعقيم فهل ستكون اليمن قادرة على التصدي لكورونا .

كاتب يمني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.